في اليوم العالمي للمرأة خرجت تظاهرات في عدد من بقاع العالم للاحتجاج على الأوضاع المتردية للنّساء الكادحات في ظلّ المجتمعات الطّبقية السّائدة وفي ظلّ ما تتعرّضن له من عنف ومن استغلال واضطهاد. وقد شهدت بعض التظاهرات مواجهات بين المحتجّات وبين قوّات القمع.
في كولمبيا:
يوم
8 مارس 2021، نزلت آلاف المتظاهرات إلى شوارع العاصمة بوغوتا في كولمبيا للمطالبة
بحقوقهنّ الاجتماعية العادلة والمشروعة ومن بينها الحقوق التي تتعلّق بالشّـغل على
غرار المساواة في الأجر بين الإناث والذّكور وإنهاء علاقات وقوانين التشغيل الهشّ والقضاء
على العنف الجنسي المسلّط على النّساء... وقد تدخّلت قوّات البوليس لقمع المظاهرة.
وفي
نفس الوقت قامت مناضلات بمهاجمة بعض المحلاّت التجارية الكبيرة وكنيسة سان
فرانسيسكو في حركة احتجاجيّة دالّة على غضب الكادحات من اتّساع الفوارق الطّبقية
في المجتمع.
في المكسيك:
في
الثامن من مارس 2021، خرجت مظاهرات بالآلاف في مدن مكسيكو واواكزاكا وبوابلا.
ففي
العاصمة مكسيكو، ضمّت المظاهرة ما لا يقلّ عن 20 ألف محتجّ ومحتجّة على ظاهرة
العنف التي تتعرّض لها النساء في الفضاءات العموميّة والتمييز الجنسي المستفحل في
المجتمع. وقد حاولت المتظاهرات اقتحام مقرّ المجلس الوطني، غير أنّ قوات القمع
عمدت إلى مواجهتهنّ بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدّموع واعتقال عدد منهنّ.
وفي
مدن أخرى هاجم متظاهرون ملثّمون عددا من المؤسسات الحكوميّة باستعمال الحجارة
وقنابل المولوتوف حيث قاموا بتحطيم زجاج بعض المقرّات، كما تمّت مهاجمة عدد من
الكنائس.
في
الهند:
احتشدت يوم 8 مارس 2021 عشرات الآلاف من
المزارعات الكادحات على مشارف العاصمة الهنديّة حيث يعتصم الملايين من الفلاّحين
الصّغار. وقد ردّدت المتظاهرات هتافات تضامنية مع انتفاضة المزارعين المتواصلة منذ
أكثر من 3 أشهر.
في الجزائر:
خرجت مئات الكادحات يوم الإثنين 8
مارس 2021 إلى شوارع العاصمة الجزائرية في مظاهرة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة
للمطالبة بإلغاء قانون الأسرة.
وبدأت مسيرة النساء من شارع ديدوش مراد، أكبر
شوارع وسط العاصمة، مع حمل لافتة كتب عليها: "8 مارس 2021: خرجنا من أجل
التغيير لا من أجل الاحتفال" ورفعت المتظاهرات لافتات أخرى كتبن على بعضها
"المـــرأة ثـــورة" في إشارة إلى دور النّساء الفاعل في العمل الثّوري
وفي التحرّكات الاحتجاجيّة التي عادت إلى الشّوارع و"إلغاء قانون
الأسرة" و"المساواة بين الرجل والمرأة"...
واتّجهت المظاهرة نحو ساحة البريد المركزي حيث
تُقام الاحتجاجات الشعبيّة. وندّدت المتظاهرات بقانون الأسرة (قانون الأحوال
الشخصية) الذي يجعل منهن "قاصرات مدى الحياة" بحسب المناضلات من أجل
حقوق المرأة.
وفي بلدان أخرى مثل تركيا وباكستان وفرنسا وإقليم الباسك في شمال إسبانيا،
انتظمت تظاهرات مطالبة بحقوق المرأة وتخليدا لذكرى اليوم العالمي للمرأة وذلك رغم
القيود المفروضة على حقّ التظاهر بسبب فيروس كورونا.
هذه الاحتجاجات بمناسبة اليوم العالمي للمرأة،
هي جزء من كفاح طويل تخوضه الكادحات في مختلف مواقع العمل في مختلف أرجاء العالم
في كلّ يوم وكلّ ساعة، وهذا الكفاح سيستمرّ في ظلّ استمرار الصّراع الطّبقي الذي
يشقّ مختلف مجتمعات العالم وفي ظلّ تواصل الكفاح داخل المستعمرات وأشباهها من اجل
تحقيق الاستقلال الوطني والديمقراطية الشعبيّة. وستظلّ كادحات العالم تسرن جنبا إلى
جنب مع الكادحين في المظاهرات والاحتجاجات وتحملن معهم السلاح في الحروب الشعبيّة
من أجل القضاء على مجتمع الاستغلال والاضطهاد وبناء العالم الشيوعي الذي تنتفي فيه
علاقات الاستغلال والاضطهاد ومنها استغلال المرأة واضطهادها.