في مثل هذه اللّيلة، قبل ستّة أعوام، غادرنا الرّفيق لزهر، لكنّه ما زال في
قلوب رفاقه ورفيقاته كلّ يوم يُزهر.
ولد لزهر الصيّاحي يوم 12 ديسمبر 1975 في الرقاب من ولاية سيدي بوزيد في عائلة
كادحة من الفلاحين وزاول تعليمه الابتدائي بالرقاب والثانوي في سيدي بوزيد والعالي
في مدرسة المهندسين بقابس واشتغل حتى وفاته مهندسا في محطة الإرسال الإذاعي
بالغرابة ولاية صفاقس وهو متزوج وأب لطفل وطفلة.
انتمى الرّفيق مبكّرا إلى الحلقات والمجموعات الثورية وكان من المؤسسين لحزب
الكادحين. كان عضوا في لجنته المركزية وشارك في الكفاح الثوري السري ضد سلطة بن على وكان من
بين المناضلين الذين اشتبكوا مع قوات البوليس في شوارع صفاقس خلال انتفاضة 17
ديسمبر كما أشرف على الاتصال مرارا بجهة سيدي بوزيد
.
عُرف الرفيق بجرأته وإقدامه ودماثة أخلاقه ووفائه لخط الكفاح والثورة وحبه
للوطن والشعب والتزامه بخدمة قضايا الكادحين فاستحق دوما احترام رفاقه وأصدقائه.
وحزب الكادحين بمناضليه ومناضلاته مازال على العهد في الكفاح في سبيل تحقيق
الحرية للوطن والحكم للشعب والثروة للكادحين، المبادئ التي ضحّى من أجلها الفقيد
لزهر.