تتوضّح، مع كلّ محطّة انتخابيّة في البلدان الرّأسمالية، صورة الدّيمقراطيّة البرجوازيّة وهي تتهاوى تدريجيّا، حيث يتقلّص مع مرور العقود والسنوات عدد المقبلين على التصويت بينما يتزايد عدد المقاطعين وعدد اللامبالين تجاه تلك المسرحيات التي لم تحمل تغييرا للأغلبيّة السّاحقة والمسحوقة من شعوب الدّول الرّأسماليّة. وهذا ما تؤكّده الانتخابات البرلمانية الفرنسية في دورتها الثانية، حيث لم يشارك أكثر من نصف النّاخبين في التّصويت (50.6 بالمائة).
إنّ الطّبقات الكادحة ستتمكّن يوما ما من دفن تلك الدّيمقراطيّة التي أصبحت بالية ليس في البلدان الرّأسماليّة فحسب وإنّما أيضا في العالم الذي تسيطر عليه تلك البلدان الرّأسماليّة وتبني على أنقاضها ديمقراطيتها الجديدة.