الاثنين، 13 سبتمبر 2021

ملفّ حول الرئيس غونزالو - طريق الثورة عدد 48

الحريّــة للرّئيــس غونـــزالو ورفيقــاته ورفــاقه

   هذا ملفّ من إعداد طريق الثّـورة، العدد 48، سبتمبر - أكتوبر 2018، ارتأينا أن نعيد نشره اليوم، بهذه المناسبة الأليمة تعميما للفائدة حول الطّور الأخير من حياة الرّئيس غونزالو، وهو طور السّجن الذي بدأ في 12 سبتمبر 1992 وانتهى بوفاته يوم 11 سبتمبر 2021. 

الدّفــاع عن حياة الرّئيس غـونـزالو هو دفــاع عن المــاويّة

 هذا النصّ هو ترجمة قامت بها طريق الثّورة لجزء من نصّ أصدره الحزب الشيوعي الماوي-فرنسا قبل عــام يردّ فيه على نصّ نشرته المنظّمة الشيوعية الماركسية اللينينية -الطريق البروليتاري واختصارها بالفرنسية ocml-vp)) الفرنسية حول الرّئيس غونزالو وحرب الشعب في البيرو. وقد ارتأت طريق الثّورة نشر هذا النصّ/الردّ في جزءين من أجل تعميم الفائدة حول الجدل القائم داخل الحركة الشيوعية الماوية في العالم بخصوص عدد من القضايا ومنها حرب الشعب في البيرو التي اندلعت منذ 1980 وأصبحت تمرّ بمصاعب كبيرة وكثيرة منذ أواخر القرن الماضي جرّاء عديد الأسباب والعـوامل الموضوعية والذّاتية ومنها وجود قائد الحزب الشيوعي البيروفي/الدّرب المضيء في السّجن منذ سبتمبر 1992.

  في الذّكرى 25 لإيقاف الرئيس غونزالو، زعيم الحزب الشيوعي البيروفي وقائد حرب الشعب طويلة الأمد في البيرو، قرّر الطّريق البروليتاري نشر بلاغ مطوّل يُظهر فيه الرّئيس غونزالو كتصفويّ. هذا البلاغ يحمل العنوان التالي:"حول الحرب الشعبيّة في البيرو: خيانة قيادة الحزب الشيوعي البيروفي واستسلام الرّئيس غونزالو"، إنّ العنوان يُعلن اللّون.

   ويتمحور جوهر هذا البلاغ حول ما يلي:

- بعد إيقافه، استسلم الرئيس غونزالو وتعاون مع العدوّ إلى حدّ ما بشكل مباشر لوضع حدّ للحرب الشعبيّة والوصول إلى عقد اتّفاقيات سلم.

- يقوم الرئيس غونزالو بتعاون عميق وكبير مع الخط الانتهازي اليميني الذي يمثّله الـموفاداف " MOVADEF".

- لقد فشلت حرب الشعب في البيرو بسبب "عبادة الشخصية" حول الرّئيس غونزالو.

   وسنرى إلى أيّ مدى كان هذا البلاغ بعيدا عن نقد موجّه للحزب الشيوعي البيروفي ولتجربته، بل إنّه يظهر بالمقابل كهجوم كامل على طول الخطّ على الماويّة. إنّ هذا البلاغ هو نتيجة خطّ ايديولوجي وسياسيّ خاطئ بشكل أساسيّ وقائم على تشويه واسع للماويّة، وهو نتيجة اتّخاذ الطريق البروليتاري موقفا لصالح الخطوط الانتهازية اليمينية واليسراوية في البيرو، وهو موقف عالمي ينعكس بالتّأكيد في ممارستهم المحليّة.

نقـــد أم هجـــوم ؟

   اندلعت حرب الشعب طويلة الأمد (ح.ش.ط.أ.) في البيرو سنة 1980 من قبل الحزب الشيوعي البيروفي الذي يقوده الرّئيس غونزالو. وفي اللّحظة التي اندلعت فيها هذه الحرب، كانت الحركة الشيوعية العالمية تمرّ بمرحلة ضعف وفي تراجع: ففي سنة 1976 وقع الانقلاب والثّورة المضادّة في الصين معلنة سقوط آخر قلعة اشتراكيّة، وفي الثمانينات أدّى القمع والانقسام الجغرافي والتنظيمي إلى إضعاف حرب الشّعب في الهند، وفي الفلبين مُنيت حرب الشعب بفشل متتال نتيجة أخطاء استراتيجيّة هامّة سيتمّ تجاوزها في التسعينات إثر حملة التقويم الثانية التي أعادت تثبيت الماويّة واستراتيجيا ح.ش.ط.أ. وقد مثّل اندلاع حرب الشعب في البيرو مبادرة ذات أهميّة قصوى بالنسبة للحركة الشيوعية العالمية ولذلك أصبحت بسبب هذه الأهميّة الهدف الرّئيسي للإمبريالية التي ستسعى إلى سحقها بكلّ الطرق التي تمتلكها.

   وبالرّغم من القمع الشّديد والمجازر بما فيها تلك التي حدثت داخل السّجون مثل ما وقع في جوان 1986، فقد توسّعت حرب الشعب سريعا حتّى انّها مسّت غالبيّة المجال الجغرافي بما فيه العاصمة ليما. وقد بلغت أقصى ما بلغته الحروب الشّعبيّة بعد الثورة المضادّة في الصين سنة 1976. وحتّى بعد القبض على الرّئيس غونزالو في سبتمبر 1992 وقد أصبح بين أيدي العدوّ، ظلّت حرب الشعب طيلة التسعينات قبل أن تضعف حدّتها.

   خلال هذه الحرب الشعبيّة حقّقت الحركة الشيوعية العالميّة انتصارات مهمّة ضدّ الامبرياليّة، وهي انتصارات لها أهميّة بالغة في فهمنا للماويّة على ما هي عليه اليوم. هذه الانتصارات هي التي يشنّ الطريق البروليتاري ضدّها هجوما من خلال ما حرّره في هجومه على الحركة الشيوعية في البيرو.

   لماذا نتحدّث عن هجوم وليس عن نقد بخصوص هذا البلاغ ؟ إنّ النّقد داخل الحركة الشيوعية ليس مباحا فحسب وإنّما مشجّع عليه، ومسار النقد والنقد الذاتي هو ضروريّ من اجل تقويم أخطائنا والتقدّم. وإنّ ما يميّز النّقد عن الهجوم هو طبيعة الهجوم غير البنّاءة وإنّما الهدّامة والتّدميريّة. وفي حالة الطّريق البروليتاري، لا يتعلّق الأمر بنقد ايديولوجي وسياسي للحركة الشيوعية في البيرو انطلاقا من أخطاء ارتكبتها، ولكن الأمر يتعلّق بترديد، دون عائق، الأكاذيب والتشويهات التي نشرها العدوّ والتصفويّون بشكل رئيسي لضرب الحزب الشيوعي البيروفي وزعيمه الرّئيس غونزالو.

يرتكز هجوم الطّريق البروليتاري على مقولة أنّ الرّئيس غونزالو خان حرب الشعب بتصرّفه كتصفويّ بعد اعتقاله من قبل العدوّ. وحسب الطّريق البروليتاري، فإنه تصفويّ واع إلى حدّ ما ولكن في كلّ الحالات فقد رضي بلعب الدور الذي أراده الإمبرياليون أن يلعبه. فعلى أيّ قاعدة يرتكز هذا الادّعاء الخطير جدّا، وهو ادّعاء كثيرا ما وقع دحضه من قبل الحركة الماويّة بينما يجد مساندة من قبل الحكومة والانتهازيين من اليمين ومن "اليسار"؟

   يعتمد الطّريق البروليتاري في مصادره على الأطروحة التي قدّمتها الدّولة البيروفية والتي أظهرت  غونزالو تصفويّا، وقد قامت المصالح السرية البيروفية(SIN)  بتواطؤ مع  المخابرات الأمريكية ( CIA) ببلورة كلّ قطع هذه الأطروحة، وها إنّنا نلمح تلك المصادر في بلاغ الطّريق البروليتاري. فكيف سيتّهم الطّريق البروليتاري الرّئيس غونزالو بالخيانة لو ثبت زيف رسائل اتّفاقيات السّلم وكذلك "الحوارات" المصوّرة ؟ إنّها تفعل ذلك وهي طامعة بأن يكون غونزالو قد رضي باللّعبة، كالقبول بأن يقع تصويره مثلا أو بعدم رفع قبضته خلال محاكمته الأخيرة !

   ويحتفظ الطّريق البروليتاري كذلك بحقيقة غريبة لا تملكها الحركة الماويّة كلّها لأنّها لاحظت أنّ غونزالو لم يرفع قبضته خلال محاكمته الأخيرة.

    إنّه لمن البديهي أنّ كلّ ذلك لا يعني شيئا، فالرّئيس غونزالو معزول في السجن الانفرادي في أغلب الأحيان منذ 25 سنة، وليس له أيّ اتّصال بالعالم الخارجي وتحاول الدّولة البيروفيّة جعله يموت موتا بطيئا لأنّ تصفيته المباشرة لن تقوم إلاّ بتقوية فتيل حرب الشّعب. ولم يقم الرئيس غونزالو بأيّ حوار أمام الإعلام العالمي ما عدا خطاب القفص في 24 سبتمبر 1992 حيث دعا إلى مواصلة حرب الشّعب مؤكّدا أنّ اعتقاله لا يمثّل إلاّ منعطفا في الطّريق.

   ما هي الـ"موفاداف" التي تعتمد عليها "الطريق البروليتاري" في أكاذيبها ؟ هي "حركة من أجل العفو العام والمصالحة الوطنية"، هي حركة وضعها الخط الانتهازي اليميني، وهذا الخط هو مكوّن من قبل عناصر قديمة في الحزب الشيوعي البيروفي الذين عارضوا حرب الشعب طويلة الأمد ودعوا إلى وضع السلاح، إنّهم خونة حرب الشعب. وقد تحوّل هذا الخط الانتهازي اليميني إلى الـ"موفاداف" بفضل عمل ومساندة مصالح الاستخبارات السرية، وهذه المنظّمة يوجد اليوم على رأسها المحامي الوحيد الذي له اتّصال بالرّئيس غونزالو، إنّها منظّمة قام الامبرياليّون بتأسيسها وترقيتها في إطار تنفيذ برنامجهم المضادّ للتمرّد.

   سنة 1993، وبعد عام من اعتقال الرّئيس غونزالو، أظهر رئيس البيرو، البرتو فوجيموري (القابع اليوم في السجن لجرائمه ضدّ الإنسانيّة، المسؤول عن سياسة الإبادة ضدّ الحركة الثوريّة ولا سيّما التعقيم القسري لآلاف النّساء المتّهمات بأنّهن ستنجبن شيوعيين محتملين !) رسائل سلم مزوّرة منسوبة لغونزالو وبعد ذلك بوقت قصير أظهر أشرطة مصوّرة مدبّرة (كان ذلك بديهيا بالنسبة لكلّ الشيوعيين وسيصبح لاحقا منكشفا من قبل المصالح السريّة).

   لقد خاضت مجمل الحركة الماوية العالمية معركة كبيرة من أجل تحرير الرّئيس غونزالو إثر اعتقاله، وتمّ رفض كلّ مطالب الزّيارة التي قدّمتها شخصيّات تقدّميّة.

   إنّ الوحيدين الذين اعتقدوا أنّ الرّئيس غونزالو دعا إلى توقيع اتّفاقيات سلم هم القادة القدامى للحزب الشيوعي البيروفي الذين أصبحوا خونة، الانتهازيون اليمينيون، وأيضا خطّ عسكريّ انتهازي يسراويّ، هؤلاء طالبوا بضرورة إطلاق سراح غونزالو حتّى يقوموا هم بمحاكمته. وقد ردّد الطّريق البروليتاري هذه الأكاذيب المتأتّية مباشرة من الإمبرياليين وعملائهم المحليين المسنودين من طرف الانتهازيين من اليمين واليسار. إنّ الطّريق البروليتاري تسبح أكثر بين انتهازية اليمين وانتهازية اليسار.

لا يمكن لأيّ ثوريّ عاقل وواع أن يمنح اعتمادا أو أهميّة بشأن زعيم ثوريّ مسجون بين أيدي عدوّه ولا يستطيع التوجّه مباشرة بالكلام لحزبه. إنّ قبول أكاذيب وتشويهات العدوّ وترديدها هو زنّار نقل حركة الامبرياليين داخل الحركة الماويّة.

   إذا كان الطّريق البروليتاري يرتدي غطاء الخجل بترديده عددا من الادّعاءات، فذلك لأنّه لا يُقدّر ولا يدرك في ايّ لحظة التكتيكات والتقنيات المضادّة للتمرّد التي يتّبعها العدوّ. فـالطّريق البروليتاري كان يتصوّر باستمرار أنّ الثورة بعيدة المدى وبالتالي فإنّه لم يستعدّ أبدا بشكل جديّ، ولم يدرس بعمق مسائل السريّة والقمع في ظروف حرب الشّعب. بيد أنّ التاريخ يثبت إلى أيّ حدّ يستثمر العدوّ وعلى نطاق واسع وبكلّ إتقان في الحرب النّفسيّة وضدّ الثورة. وهذا شوهد خصوصا لمّا خاضت الامبريالية الفرنسيّة حربا لا هوادة فيها ضدّ الحركة الوطنية الجزائريّة، في تلك اللّحظة بالذّات سيتمّ تطوير عدد من وسائل الثورة المضادّة وتصديرها إلى أمريكا الجنوبيّة بواسطة عسكريين فرنسيين مجنّدين من قبل الدّكتاتوريات العسكريّة هناك. ومن بين هذه الوسائل واحدة تقضي بالاعتقاد في خيانة القيادات حتّى يتمّ رفض تلك القيادات من قبل الحركة نفسها وأيضا من أجل تعطيل حركة الجماهير.

   لقد مثّلت حرب الشعب في البيرو خلال الثمانينات والتسعينات الحركة الشيوعية الوحيدة التي اتّجهت ضدّ التيّار في مرحلة رمّمت فيها الراسماليّة نفسها بالكامل وشنّت فيها البرجوازية هجوما شاملا ضدّ الشيوعية التي أصبحت تُنسب إلى الماضي. وبذلك اصبح الحزب الشيوعي البيروفي هدفا ذا أهميّة بالغة بالنسبة للامبريالية، وبالخصوص الامبريالية اليانكية. وللتأكّد من ذلك، يكفي القيام ببعض البحوث حول العدد المهول للدّراسات التي قام بها الجيش الأمريكي ومدارسه والمنظمات الاستراتيجية الأمريكية والمصالح السريّة المرتبطة به من أجل بلورة استراتيجيات الثورات المضادّة. وقد خلصت الكثير من هذه الدّراسات إلى أنّ انتصار حرب الشعب في البيرو سيكون شبه مؤكّد. ولذلك كان على الدّولة البيروفيّة توفير وسائل ضخمة لها ولمصالحها السريّة وذلك بفضل تعاون الولايات المتحدة لوضع حدّ فوريّ ونهائي لهذه الحرب الشعبية بواسطة ارتكاب المجازر من جهة وبواسطة شنّ حرب نفسيّة مكثّفة من جهة أخرى.

   بكلّ جزم، ينسى الطّريق البروليتاري واحدا من الدّروس الأساسيّة في الصّراع الثّوري: العدوّ قويّ تكتيكيّا ولكنّه ضعيف استراتيجيّا. هو قويّ تكتيكيّا لأنّم يملك وسائل حربيّة ضخمة وخبرة وقدرة على الفعل الفوري ومجهّز على مستوى محاربة التمرّد والحرب ضعيفة الحدّة، وهو ضعيف استراتيجيّا، لأنّه يفتقد للدّعم الشعبي، إنه يمثّل أقليّة، واضطهادا، إنّه في خندق اللاّعدالة وبالتالي سيتمّ قلبه. إنّ الطّريق البروليتاري لا يقدّر وينسى كليّا القوّة التكتيكية للعدوّ ويغترّ بلعبته.

   نحن نعيد التّأكيد اليوم، مثلما أكّدت دوما الحركة الماويّة العالميّة، أنّ آخر توصيات الرئيس غونزالو الخاصّة بحرب الشعب في البيرو هي تلك التي قدّمها في خطاب القفص يوم 24 سبتمبر 1992، حيث أكّد على ضرورة مواصلة حرب الشعب وتقويتها وأكّد أنّ اعتقاله لا يمثّل نقطة النهاية وإنّما هو منعطف في الطّريق لا غير.

أوجلان وغونزالوا: أ هي نفس المعركة ؟

  في بيانه، يقارن الطّريق البروليتاري الرئيس غونزالو بأوجلان، زعيم حزب العمّال الكردستاني المسجون منذ أكثر من 18 عامًا. وينطلق من مسلّمة أنّ الإثنين هما انهزاميان وعليه فيجب الدّفاع عنهما بنفس الطّريقة.

أولاً، هناك اختلافات جوهرية بين الرئيس غونزالو وأوجلان. فالرّئيس غونزالو هو أحد القادة الماركسيين الأكثر أهمية، فالحرب الشعبية التي قادها بمعيّة الحزب الشيوعي في البيرو كان لها قيمة عالميّة عميقة وقد اُستخدمت خصوصا كمثال لبدء حرب الشعب في النيبال في عام 1996. من ناحية أخرى، أوجلان هو زعيم الحركة الوطنية الكردية التي تعارض الدولة الرجعية التركية، وهي دولة تقع تحت سيطرة الإمبريالية الأمريكية. ومن وجهة نظر طبقية، يمثّل أوجلان البرجوازية الوطنية الكردية. إنّهما إذن عدوّان قيمتهما مختلفة جداً بالنّسبة للإمبريالية.

   وكذلك، وكنتيجة لما تقدّم، فخلافاً للعزلة الكلية التي يمر بها الرئيس غونزالو، يتمتّع أوجلان بوسائل النشر   المعترف بها من قبل الحركة الوطنية الكردية.

   يدّعي الطّريق البروليتاري أنه يجب الدفاع عن السجين السياسي، حتى لو أصبح مصفياً ويضع نفسه في خدمة العدو، ويجب علينا المطالبة بالإفراج عنه. يظهر هذا الموقف من جميع النواحي انتهازيتهم وهو متناقض تماما مع ممارسة الحركة الثورية. فإذا كان من الواضح تمامًا أن الرفيق الذي تم القبض عليه، بمجرد أن أصبح في يد العدو يبدأ في التعاون، لإعطاء معلومات للعدو، وإذا ما أصبح مصفياً وبالتالي خائناً، فإن الحركة الثورية ليس لديها أيّ واجب للدفاع عنه. هذا الشخص، ومهما كان ماضيه في الحركة، يجب أن يُنسى والشيء الوحيد الذي تتوقعه الحركة منه هو أن يتم إطلاق سراحه لمحاكمته ومعاقبته على تهمة الخيانة. أمّــا إذا دافعنا عن السجناء الذين يتعاونون مع العدو ويصفون حركتنا، فإننا نشجع جميع الرفاق المعتقلين على فعل الشيء نفسه، وهذا أمر غير مقبول.

   إن الموقف الثوري يفرض علينا أن لا نصدّق كلمات الرفيق المحبوس في أيدي العدو لأنه لا يمكن لا التحقق من صحة ولا معرفة المعاناة التي لحقت بالرّفيق. وإذا تبين أنّ أحد الرّفاق خان الحركة، يجب أن يحكم عليه من قبل الحزب.

   إنّ موقف الطّريق البروليتاري بشأن السجناء السياسيين بشكل عام هو خاطئ تمامًا ومناقض لتجربة الحركة الشيوعية العالميّة.

 

دحض الافتراءات حول خيانة غونزالو 

  عرض التلفزيون الرسمي البيروفي نبأ توقيف أبيمايل غوزمان، زعيم الدّرب المضيء في ليما في 14 سبتمبر 1992. وذلك بعد أن قطع التلفزيون بثّه العادي لينقل هذا النّبأ.  

    ويظهر الرّئيس غونزالو في هذه الصّورة مقيّد اليديْن إلى جانب عدد من رفيقاته ورفاقه.


   وكان النّظام الرجعي البيروفي بقيادة فوجيموري قد وضع قيادة الدّرب المضيء كهدف أساسي لعمل قواته الخاصّة في أجهزة الاستخبارات والأمن والجيش وكانت هذه الأجهزة قد نفّذت مجازر ضدّ الشعب البيروفي وخاصّة في صفوف الفلاّحين الفقـراء بدعوى تعاونهم مع ثوّار الدّرب المضيء وذلك بهدف ترهيبهم وإجبارهم على التعاون مع نظامه. وأعلن نظام فوجيموري عن تخصيص مكافآت ماليّة لمن يُدلي بمعلومات عن هذه القيادة.

   تمّ اعتقال الرئيس غوزمان ورفيقاته ورفاقه في إحدى أحيـاء العاصمة ليما، وأعلن أنّهم كانوا بصدد عقد اجتماع للّجنة المركزيّة للحزب الشيوعي البيروفي وانّهم كانوا يخطّطون لتنفيذ عمليّة "إرهابيّة" في ليمـا تتزامن مع الانتخابات البرلمانيّة في 22 نوفمبر 1992.

  وقد احتفلت أجهزة الإعلام الرسمية الرّجعيّة بعمليّـة الاعتقال هذه معتبرة إيّـاها "إنجاز القرن" بالنسبة للدّولـة البيروفيّة.

 ----------------------------------------

    الرئيس غونزالو من خلف القضبان يلقي خطابه التاريخي يوم 24 سبتمبر 1992 والذي أكّد فيه على ضرورة مواصلة حرب الشعب وأنّ عمليّة اعتقاله ليست إلاّ منعطفا في الطّريق. وقد حوّل   محاكمته إلى محــاكمة للنّظام الرّجعي البيروفي الذي يشنّ حربا رجعيّة وحرب إبادة ضدّ الشّعب. ويظهر الرفيق غوزمان ملوّحا بقبضة النّصر عكس ما يدّعي الانتهازيّـون والتحريفيون وناشرو الأكاذيب والافتراءات. وكان يومها قد التقى للمرّة الأولى والأخيرة داخل سجنه، إلى حدّ اليوم، بوسائل الإعلام.

----------------------------------------

   الرّئيس غونزالو يخضع لحراسة مشدّدة من قبل القوات الخاصة البيروفية في 3 أفريل 1993 في ليما خلال نقله بواسطة قارب من القاعدة العسكرية في جزيرة سان لورينزو إلى سجن لا بونتا البحري بالقرب من ليما.

   وقال مسؤولون أنّــه تمّ نقل غوزمان إلى منطقة خالية من "الهلع". ويؤكّد هذا الحصار الشديد شدّة خوف الرّجعيّة من الرّجل حتّى وهو سجين، إنّ الرّجعيّة فعلا   نمر من ورق.








--------------------------

   هذه واحدة من الصّور التي نشرتها الرّجعيّة البيروفيّة وتدّعي فيها أنّ الرّئيس غونزالو قد وافق على مقترحـات لعقد اتفاقية سلام مع الرئيس فوجيموري بعد ان أرسل إليه بهذه المقترحات مع وفد ضمّ عددا من السّجناء من بين رفيقاته ورفاقه في الحزب الشيوعي البيروفي. هذه الصّورة نشرتها الدّولة البيروفية يوم 30 أكتوبر 1993 وهي مأخوذة قبل ذلك بيومين. ويظهر في الصّورة، من اليسار إلى اليمين، وقوفا، انجليكا سالاس وأصمان موروت ومارثا هياتي، وجلوسا، الينا ايبارقيري والرّئيس غونزالو وماريا بانتوجا.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق