الجمعة، 8 أبريل 2022

من أجل تــونس جـــديدة ‏

 

   الدّرسان اللّذان لا يمكن أن يستوعبهما المتباكون على "الدّيـمقراطية" هو أنّه ليست هناك ديمقراطيّة في المطلق وإنّما هناك ديمقراطيات، وهذه الدّيمقراطيات تختلف باختلاف الطّبقات الاجتماعيّة المنتفعة بها، وبالميادين التي يمسّها كلّ صنف من تلك الدّيمقراطيات.. ولذلك كانت الديمقراطية التي يتباكون عليها مشوّهة لم ينتفع بها سوى "الكبار" في مجال الأعمال والمال والتحيّل والاحتيال والفساد والتّهريب والإرهاب.. ولم تمسّ أكثر من ميدان الحريات العامّة والفردية.. أمّا الدّرس الثاني، وهو الأهمّ، فهو عدم وعي هؤلاء المتباكون بأنّ الدّيمقراطيّة التي أغرقوا الشّعب في محاسنها لا يمكن أن تتحقّق في ظلّ غياب السّيادة الوطنيّة.. لذلك، لم تكن ما أسموها "ديمقراطية" ديمقراطيّة.. وقد قرّر الشّعب أن يدفنها وإلى الأبد وهو عاقد العزم على السّير قدما في حلّ المسألة الوطنيّة والتّأسيس لديمقراطيّة جديدة من أجل بناء تونس الجديدة.

   طبعا المتباكون على ديمقراطيتهم سيظلّون يصارعون من أجل استردادها بكلّ الطّرق والوسائل ومن بينها الاستنجاد بالسفارات والبرلمانات الأجنبيّة وحتّى الجيوش من وراء البحار من أجل إنقاذ سفينتهم التي تغرق لأنّ الوطن بالنسبة إليهم هو مجرّد فريسة وديمقراطيّتهم هي التي تبيح لهم نهش تلك الفريسة وتقاسمها في ما بينهم برعاية أسيادهم.. ولذلك، فإنّ الصّراع بين تونس القديمة وتونس الجديدة قد يطول وحسمه يتوقّف على مدى تجنّد القوى الحيّة المقتنعة بأنّ غدا أفضل ممكن جدّا وهذا يستدعي وحدة هذه القوى وحشد طاقاتها النّضاليّة وتجميع جهودها ومواصلة الكفاح من أجل الــوطن والشّعب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق