الأربعاء، 3 أبريل 2024

تركيا: احتجاجات شعبية


    تشهد مدينة فان جنوب شرقي تركيا منذ الثلاثاء واليوم الأربعاء توترا أمنيا بعد اعتقال عدد من المتظاهرين خرجوا للتعبير عن لقرر يقضى بتجريد رئيس بلدية كردي منتخب من حقوقه، بناء على اعتراض من وزارة العدل.

وقال وزير داخلية تركيا، علي يرلي قايا، اليوم الأربعاء، على منصة "إكس"، تويتر سابقا، إن السلطات التركية اعتقلت إجمالي 89 شخصا، بمختلف أنحاء البلاد، بسبب الانضمام إلى مظاهرات "غير مرخصة".

وجاءت الاحتجاجات، في جنوب شرق تركيا، ومحافظة "إزمير" المطلة على بحر "إيجه"، في أعقاب قرار هيئة الانتخابات بمنع رئيس بلدية منتخب حديثا، من حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"، المؤيد للأكراد في مدينة "فان" جنوب شرق البلاد، من تولي منصبه.

وكان عبدالله زيدان، من حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب"، قد منع من تولي منصب رئيس البلدية، على الرغم من انتخابه رئيسا للبلدية، في الانتخابات المحلية، التي جرت الأحد الماضي، بحصوله على نسبة 55.48 بالمئة من الأصوات في فان، أي ما يعادل نحو 245 ألف صوت.

وبدلا من ذلك سيتم منح منصب رئيس البلدية لعبدالله أرفاس مرشح حزب "العدالة والتنمية" الحاكم برئاسة رجب طيب أردوغان، الذي جاء في المركز الثاني، بحصوله على حوالي 27 بالمئة .

وأصدر حزب "المساواة وديمقراطية الشعوب" (ديم) بيانا قال فيه إنهم "يرفضون القرار". ووصف ما حصل بـ"الانقلاب السياسي" كماوعد بمواصلة الاحتجاجات حتى يتم التراجع عنه.

وإثر دعوة للاحتجاج، تدخلت الشرطة في مواجهة زيدان وأنصاره برذاذ الفلفل، والقنابل المسيلة للدموع.

وجاء في بيان الحزب الكردي أن "القرار الذي تم اتخاذه بأغلبية أصوات أعضاء مجلس الانتخابات الإقليمي لمقاطعة فان غير قانوني وغير شرعي، ولا يعتبر بإرادة الشعب".

ودعا "الهيئة العليا للانتخابات" إلى وضع حد "لهذا الخروج عن القانون والاعتراف بإرادة شعبنا".

وأدان حزب "الشعب الجمهوري" المعارض الرئيسي، المنتمي إلى تيار يسار الوسط، الذي جاء في المركز الأول، الأحد الماضي، في ضربة تاريخية لحزب "العدالة والتنمية"، القرار ودعا إلى التراجع عنه.

وتتواصل الاحتجاجات في مدينة فان اليوم الأربعاء، بحسب وكالة ميزوبوتاميا للأنباء، حيث أُغلقت جميع المحال التجارية في المدينة، وخرج الأهالي في مسيرات جماهيرية من 7 محاور مختلفة في المدينة وهم يردّدون شعار "يمثّل عبدالله زيدان كرامتنا".

وذكرت الوكالة الكردية أن القوات الأمنية التركية هاجمت المحتجّين في بعض المناطق بقنابل الغاز، فيما وضع الأهالي عدّة حواجز للتصدّي لهم.، مشيرة إلى استمرار توافد أهالي المدينة للانضمام إلى الاحتجاجات.

وكانت المحكمة الجنائية العليا الخامسة في ديار بكر حكمت على زيدان في 2016 بالسجن 5 سنوات بتهمة "مساعدة منظمة إرهابية"، و3 سنوات وشهر و15 يوما بتهمة "الدعاية لمنظمة إرهابية".

وبعد ذلك تم تخفيض عقوبته إلى 3 سنوات، وأطلق سراحه بالقرار الصادر في 6 يناير 2023، مع مراعاة المدة التي قضاها.

وبقرار إداري وكتاب صدر في 29 مارس، قبل 5 دقائق من انتهاء الدوام الرسمي، اعترضت وزارة العدل على الحقوق الممنوحة لزيدان في عام 2022.

وجاء ذلك بعدما قبلت "الهيئة العليا للانتخابات" ترشحه لمنصب البلدية.

ويتهم زيدان بـ"الدعاية لحزب العمال الكردستاني"، وتداولت حسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء تسجيلا مصورا قديما له، يقول فيه: "سيغرقكم حزب العمال الكردستاني ببصاقته".

وتصنف تركيا "حزب العمال" منظمة إرهابية، وتخوض معه مواجهات دامية منذ عقود.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق