الاحتلال الصهيوني يقيم قواعد عسكرية جديدة في سوريا
كشفت
صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، إثر تحليل لصور للأقمار الصناعية، أنّ
الكيان الصّهيوني يقيم مواقع استيطانية في جنوب سوريا تجاوزت ما يُعرف بالمنطقة
العازلة التي قام الكيان بتوسيع مساحتها منذ سقوط نظام بشار الأسد.
وكان الجيش الصهيوني، عقب اجتياح عدد من القرى
السورية في شهر ديسمبر، قد حرّك عددا من المركبات التي شاهدها سكان تلك القرى تتنقّل
ليلا، ثمّ شوهدت القوات العسكرية تبني موقعا عسكريا على حافة قرية جباتا الخشب. حيث
قامت جرافات جيش الاحتلال بتدمير أشجار الفاكهة في القرية وأشجار أخرى في جزء من
محمية طبيعية من أجل بناء هذه القاعدة بالقرب من جباتا الخشب.وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد ذكرت في الأصل أن هناك بناء في
الموقع في جباتا الخشب.
وقد
تمّ بناء هذه القاعدة الأولى بعد أن أقام جنود الاحتلال نقاط تفتيش وأغلقوا الطرق
وداهموا المنازل وشردوا السكان وأطلقوا النار على المتظاهرين الذين تظاهروا ضد
وجودهم، بحسب ما يقوله السكان المحليون.
وتظهر صور الأقمار
الصناعية التي فحصتها صحيفة "واشنطن بوست" أكثر من نصف دزينة من المباني
والمركبات في القاعدة المسورة. كما يوجد بناء متطابق تقريبا مع نفس القاعدة على
بعد خمسة أميال إلى الجنوب، كلاهما مرتبط بطرق ترابية جديدة إلى الأراضي في
مرتفعات الجولان المحتل. كما أظهرت الصّور منطقة ثالثة من الأراضي التي تم
تطهيرها، والتي يقول الخبراء إنها تبدو وكأنها بداية لقاعدة ثالثة، على بعد بضعة
أميال أخرى إلى الجنوب.
وتبرز الصّور أنّ
القاعدة التي أقيمت في جباتا الخشب متطورة بشكل أكبر، في حين مازالت القاعدة الثانية
الواقعة إلى الجنوب قيد الإنشاء بينما ستقام قاعدة ثالثة على مساحة من الأراضي
التي تم تطهيرها إلى الجنوب.وبهذا الشكل، فإنّ القاعدة
الأولى ستوفر لقوات العدوّ رؤية أفضل للمنطقة، في حين تتمتع القاعدة الثانية
بإمكانية وصول أفضل إلى شبكة الطرقات في المنطقة، كما هو الحال بالنسبة للقاعدة
الثالثة.
وبالتالي يصبح انتشار جيش الاحتلال في الأراضي
السورية دائما وليس مؤقّتا كما أعلن مسؤولوه في البداية وهو ما يمكّن الاحتلال
الصهيوني من توسيع مساحة المناطق التي يحتلّها في سوريا في ظلّ صمت مفهوم من قبل
حكّام سوريا الجدد الذين قدموا إثر مؤامرة خارجية كان للكيان المحتلّ دور فيها وما
تمدّده في الأراضي السورية إلاّ مكافأة له للدّور الذي لعبه في هذه المؤامرة.
مقارنة بين صور الأقمار الصناعية قبل سقوط الأسد في نوفمبر 2024 (على اليسار) وفي 21 جانفي 2025، تظهر بناء قاعدة للجيش الصهيوني في جباتا الخشب (على اليمين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق