وجّه عبد الله أوجلان، مؤسس "حزب العمال الكردستاني" وأحد أبرز القيادات الكردية المعارضة للسلطات التركية، من سجنه، دعوة وصفت بالتاريخية لقيادة حزبه، دعاهم من خلالها إلى حل الحزب وإلقاء السلاح.وجاء في كلمة أوجلان، التي ألقاها أعضاء من حزب "الشعوب للعدالة والديمقراطية" في إسطنبول، كانوا قد التقوا بالزعيم الكردي في سجنه الخميس، "لا سبيل سوى الديمقراطية والحوار الديمقراطي ولا بقاء للجمهورية إلا بالديمقراطية الأخوية"، وأن "لغة العصر هي السلام والمجتمع الديمقراطي بحاجة إلى التطوير".
ودعا أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى عقد مؤتمر عام واتخاذ القرار بحل نفسه.
هذه الدّعوة، إن كانت فعلا حقيقة، ليست الأولى بالنسبة لعبد الله أوجلان، فقد دعا سابقا إلى فتح باب التفاوض مع الدّولة التركيّة لكنّ شيئا لم يحدث لانّ الرجعيّة التركية لم تعر الدّعوات انتباها او اهميّة تُذكر بما أنّها كانت، ولا تزال، تعتقد انّها قادرة على القضاء على حزب العمّال الكردستاني من خلال حربها الرجعيّة على عناصره وبعض قواعده في تركيا والعراق وسوريا، إلاّ أنّها فشلت إلى حدّ الآن في تحقيق هدفها. غير أنّ الدّعوة الجديدة لاقت ترحيبا كبيرا وصدى واسعا على مستوى عالميّ، رغم حالة "الترقب والانتظار" من قبل الدولة التركية في نفس الوقت الذي عبّرت فيه عن عدم استعدادها للتفاوض مع منظمة إرهابيّة.
ويبدو انّ هذه الدّعوة ستثير كثيرا من ردود الافعال خاصة من قبل القوى الكردية ذاتها ليس في تركيا فحسب وإنّما في العراق وفي سوريا وفي إيران وكذلك لدى الجالية الكردية الكبيرة المهاجرة في البلدان الاوروبيّة وخاصّة تلك القوى التي تستمدّ قوّتها من مشروع وافكار عبد الله اوجلان ومن كفاح حزب العمّال الكردستاني الذي تعتبره يحمل مشروع تحرّر الأمّة الكرديّة ووحدتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق