بقلم فاروق الصيّاحي
يصرُّ المسؤولون عن إدارة شؤون التّلفزة التونسيّة على التمسّك بالقديم في شتّى الميادين ومنها الميدان الثقافي. ولذلك عادت التلفزة التونسية إلى بث برنامج جمهورية الثقافة بعد أن أوقفت بثّ برنامج فضاء الحرية الذي كان يقدّمه الدّكتور فريد العليبي.
وهذه العودة إلى الوراء لا يبرّرها سوى تمسّك إدارة هذه المؤسّسة بإعادة إحياء ذلك القديم الذي ظلّ يصارع ويرفض ان يموت بما أنّ هذه الإدارة هي من تتحكّم في أعمار ومصائر هذا وذاك، وهي التي تقرّر ما يريده الجمهور، والحال أنّها تتظاهر بالسّير في طريق تونس الجديدة، مثلها مثل الإدارات الأخرى ومسؤوليها في مختلف الميادين الأخرى. فهي حرباء تصبغ جلدها بألوان جديدة بينما هي تحافظ في أعماقها على جوهرها القديم.