النّائب السّابق والوزير السّابق.. المستكرش.. مهدي بن غربيّة يصاب للمرّة الرّابعة بحالة إغمـاء ! كانت آخر هذه الحالات يوم أمس الأربعاء خلال جلسة استنطاق من قبل قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائيّة بسوسة في إطار مواصلة محاكمته في بعض القضايا الموقوف من أجلها، ويتمّ نقله إلى المستشفى. وقال احد المحامين المكلّف بالدّفاع عنه أنّ حالة الإغماء ناتجة عن إضراب الجوع الذي يخوضه موكّله وعن الهرسلة التي يتعرّض لها وعن وضعه النّفسي !هذا الوزير السّابق والنّائب المجمّد والمستكرش غير معتاد على مثل هذه الأوضاع: فقد عاش عيشة الرّفاه إلى حدّ التّخمة التي يعيشها الأثرياء المستكرشون، لم يعرف معنى الجوع وكان في نفس الوقت رجل سياسة ونفوذ وبالطّبع كان يعيش حياة راضية وهنيئة.. وليس غريبا حين تنقلب أوضاعه رأسا على عقب أن يصاب بالإغماء.. وليس من اليسير ان يقبل من شارك في تجويع الشعب واضطهاده وفي بيع الوطن وتكديس المنافع أن يتحوّل إلى قفص الاتّهام ويقبع أمام طاولة المحاكمة. أمّا محاميه، فهو لا يريد سوى تبرير تلك الإغماءات بتلك الأسباب الواهية حتّى يبرز منوّبه في موقع الضحيّة.
إنّ هذا النّاهب وأمثاله لا يقبلون بسهولة أن يتحوّلوا إلى متّهمين وأن تُشوّه صورهم البرّاقة اللاّمعة التي كانوا يظهرون بها في مناصبهم وفي وسائل الإعلام لإبهار الجماهير ولن يتخلّوا بسهولة عن مصالحهم وسيحاولون بألف طريقة وطريقة ومنها إدّعاء التعرّض للهرسلة ومنعهم من حقوقهم الأساسيّة ومن المحاكمات العادلة...الخ من الادّعاءات للتّأثير على المتاجرين بـ"حقوق الإنسان" في الدّاخل وفي الخارج وحتّى على بعض الأنظمة والدّول.
تلك هي أساليب وحيل البرجوازيين والرّجعيين كلّما أحسّوا بأنّ الخناق يضيق حولهم فلا تصدّقوهم. لقد دقّت ساعة استيقاظ الشّعب الكادح ولن تنفع إغماءات أعدائه في تهرّبهم من المحاسبة بمختلف أشكالها.