بقلم فريــد العليبي
الاستشارة الالكترونية وسيلة جديدة لجعل المواطن ينخرط في السياسة، وهى مجال للتداول الحر بين المشاركين فيها، بما يعنيه ذلك من بروز فضاء عمومي جديد، حيث يتمكن المواطنون من التعبير عن آرائهم وفي نفس الوقت ضمان الاصغاء اليهم من طرف الحكام .
ومنذ التسعينات من القرن الماضي كان هناك في عدد من البلدان بحث عن وسائط جديدة للمشاركة السياسية، وقد مكنت الانترنات من الظفر بمثل تلك الوسائل. وشيئا فشيئا أصبحت المؤتمرات وتوقيع العرائض و سبر الآراء وحتى التصويت تتم عن بعد، فاليوم هناك طب عن بعد وفلاحة عن بعد وحرب عن بعد، ودراسة عن بعد الخ .، فقد مكنت الثورة المعلوماتية من تغيبر وجه العالم، أو هي على الأقل في طريقها الى ذلك، ومن ضمنه الحياة السياسية، تماما مثلما غيرت الثورة الصناعية من قبلها العالم برمته فدفنت العالم القديم دون رحمة مرسلة إياه إلى متاحف التاريخ.