الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

مـــا العمـــل ؟ افتتاحيّة العدد 8

 

     بعد سلسلة من الحوارات تم تأسيس الائتلاف الثوري في تونس الذي أصدر وثيقة مبادئه التأسيسية التي ننشرها في هذا العدد من جريدة طريق الثورة و بدأ نشاطه العملي بتوزيع بيان سياسي حول ذكرى عشرين مارس وقد انخرطت في الائتلاف أحزاب و حركات ثورية تتناقض جوهريا مع مكونات المشهد السياسي السائد في تونس من حيث التمسك بالشعارات الكبرى للانتفاضة وخاصة تلك المتعلقة بالمسألتين الوطنية والاجتماعية. 

   وما تم قطعه إلى حد الآن يمثل خطوة صغيرة ولكنها مهمة بالنسبة إلى كفاح الشعب وإذا ما تم تطويرها و ترسيخها فإنها يمكن أن تتحول إلى كسب كبير للسيرورة الثورية في تونس ومن هنا المسؤولية الكفاحية التي يجب أن يتحمّلها الائتلاف الثوري ومناضلاته ومناضليه  في مختلف حقول النضال مثلما هي مسؤولية شتى الجماعات الثورية الصديقة التي نتمنى أن تصغي إلى نداء الوحدة اليوم قبل الغد سواء تلك المتآلفة في أطر ميتة أو  تلك المنضوية في تحالفات ثبت مع مرور الأيام أن أطروحة إصلاحها من الداخل والتأثير إيجابيا في مواقفها وأنشطتها هي من قبيل الأوهام و الجري وراء السراب .

و ليس هناك شك في أن وحدة قوى الثورة في تونس تمثل حاليا إحدى المشكلات العويصة التي يتوجب حلها دون تأخير فالرجعية  تستعيد وحدتها بعد الاضطراب الذي لحق بها جراء اندلاع الانتفاضة وهي تسير الآن بتونس كلها نحو الكارثة ولا سبيل لمواجهتها إلاّ بتنظيم صفوف الشعب و توحيد قوّته .

  و طالما هناك طبقات مختلفة يتشكل منها الشعب فإن وحدة تلك الطبقات وتحالفها ضمن جبهات أو ائتلافات سياسية  لا مفر منه، ويمثّل ذلك شرطا لا غنى عنه لانتصار الثورة إذ  لا يمكن للكفاح الثوري الظفر في أي بلد بدون وحدة الثوريين ووحدة الثوريين لا معنى لها إذا لم تكن منغرسة عميقا في أوساط الكادحين .

   وليست الوحدة التي نعنيها هنا تجميعا لأحزاب و حركات كيفما اتفق ولا هي رد فعل عابر في مواجهة اتحاد الرجعية  أو مجرد رغبة في إثبات الذات وإنما هي وحدة كفاحية على قاعدة الثورة، تتم حول فهم سياسي مشترك وبرامج عملية قابلة للتنفيذ واقعيا بعد تحليل دقيق للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية و السياسية والثقافية وما يتبع ذلك من تقييم للتصورات واتخاذ القرارات وتحديد آليات التنفيذ الميدانية، بما يفتح المجال رحبا أمام ولادة تونس الجديدة، تونس الديمقراطية الشعبية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق