قامت السّلطات التونسيّة البارحة، 17 جانفي 2021، بحذف البيان الذي أصدره حزب الكادحين في علاقة بالاحتجاجات الشّعبيّة التي تجتاح البلاد، وذلك بعد أن لقي البيان رواجا واسعا على صفحات التواصل الاجتماعي.
هذه الحركة القمعيّة التي دأب النّظام على استعمالها كلّما اشتدّت أزمته وكلّما تصاعد الغضب الشّعبيّ، تذكّر بالأساليب التي كانت سلطة بن علي تستخدمها ضدّ معارضيها سواءً كانوا أحزابا سياسيّة أو أشخاصا او منظمات، وهي سياسة توارثتها عن ذلك العهد الحكومات التي تتبجّح بأنّها تمثّل "ثـورة الحريّة والكرامة" كما تدّعي زيفا.
وهذا السلوك القمعي يؤكّد أنّ بعض الحريّات التي افتكّها الشعب إبّان انتفاضة 17 ديسمبر 2010 مهدّدة من قبل النّظام القائم وأنّ "الدّيمقراطيّة" التي تفاخر بها السلطات الرسميّة ليست إلاّ ديمقراطيّة الطّبقات السّائدة وومثليها من الأحزاب السياسية الرّجعية.
لقد شغّلت السلطة القائمة كلّ وسائلها القمعيّة في مواجهة الاحتجاجات الشعبيّة من بوليس الشوارع إلى بوليس الإعلام والبوليس السّياسي وبوليس الانترنات، ففي نفس اليوم وقع اقتياد ومداهمة منازل مناضلين بسبب تدوينات وأخبار نشروها على صفحات التواصل الاجتماعي واقتيادهم إلى مراكز الأمن وتوجيه تهم التّحريض على العنف والفوضى.
هذا السّلوك المتوارث داخل النّظام القائم يهدّد حريّة الإعلام وحرية التفكير وحرية النشر ولكنّه لن يحقّق اهداف الرّجعيّة المرتعشة في ترهيب الشعب والمناضلين وثنيهم عن الكفـاح في سبيل تحقيق المطالب المشروعة في الحرية والثروة والكرامة الوطنية والديمقراطية الشعبيّة.
وهذا نصّ البيان الذي أصدره حزب الكادحين:
كفاح مشروع وقمع مرفوض
تشهد عديد الجهات في تونس احتجاجات شعبية ضد الفقر والجوع والبطالة والفساد ويزداد مع مرور الساعات انخراط الجماهير فيها كما يتسع نطاقها أكثر فأكثر لكي تتحول الى انتفاضة عارمة وكالعادة لجأ نظام التحالف الرجعي بين اليمين الديني واليمين الليبرالي الى مواجهتها بالتشويه الإعلامي والقمع البوليسي فسقط جراء ذلك جرحى واعتقل حتى الآن حوالي 250 فردا .
إنّ حزب الكادحين الذي يتابع ما يجري يهمه تأكيد ما يلي :
أولا : شرعية تلك الاحتجاجات في ظل أزمة خانقة على شتى الأصعدة سببها الحكام الفاسدون .
ثانيا : زيف وبطلان الدعاية الرسمية التي تصور المحتجين في ثوب الشراذم والمجرمين بما يذكر بالاتهامات نفسها التي روجها اعلام بن على ابان انتفاضة 17 ديسمبر .
ثالثا : تحميل السلطة المسؤولية عن القمع البوليسي وما ترتب عنه من سقوط جرحى بين المنتفضين والدعوة الى اطلاق سراح المعتقلين فورا.
رابعا : دعوة كل القوى الثورية إلى الانخراط في كفاح الشعب وتوجيهه نحو تحقيق أهدافه في الحرية والديمقراطية الشعبية والتوزيع العادل للثروة والوقوف سدا منيعا أمام الرجعية الهادفة الى استثمارها لغير صالح الشعب والوطن .
حزب الكادحين.
تونس 17 جانفي 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق