أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مرسومًا يقضي بتجميد جميع المساعدات الخارجية الأمريكية بشكل فوري لمدة 90 يومًا.
واعتبر الرئيس الأمريكي أن المساعدات الخارجيّة التي تقدّمها الولايات المتحدة هي عبء على الاقتصاد الأمريكي دون فائدة ملموسة، وقد جاء قراره لتأكيد رؤيته القومية اليمينيّة التي تضع "أمريكا أولًا"، وفقًا لما صرّح به وزير الخارجية الأمريكي في بيان رسمي. حيث أكد أن "كل دولار ننفقه يجب أن يكون مبررًا بالإجابة على ثلاثة أسئلة: هل يجعل أمريكا أكثر أمانًا ؟ هل يجعل أمريكا أقوى ؟ هل يجعل أمريكا أكثر ازدهارًا ؟".لكنّ الملفت للنّظر في هذا القرار، أنّ ترامب استثنى المساعدات العسكرية لكل من مصر والكيان الصهيوني فقط. وإذا كان استثناء الكيان مفهوما، فإنّ مواصلة تقديم المساعدات لمصر يثير عديد التساؤلات خاصّة وأنّ هذا الاستثناء جاء في طور حسّاس من تطوّر الصّراع العربي الصهيوني وتحديدا عمليّة إيقاف حرب الإبادة ضدّ الشعب العربي الفلسطيني مقابل استرجاع الكيان لأسراه وهي الصفقة التي كان لترامب اليد العليا في تحقيقها. فاستثناء مصر تحديدًا قد يكون جزءًا من ضغوط ترامب على الرئيس عبد الفتاح السيسي لقبول خطته الخاصة بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء، وهو ما يتوافق مع تصريحات ترامب الأخيرة التي أكد فيها أنه "ساعد السيسي كثيرًا"، وما على الأخير إلاّ أن يردّ الجميل. كما أنّ ترامب، كما الإدارة الأمريكية من قبل، يعوّل كثيرا على الدّور المصري في المنطقة العربيّة وخصوصا في منطقة الخليج العربي من أجل تمكين الامبريالية الامريكية من التغلب على العراقيل والصعوبات التي تعترضها في تحقيق أهدافها في المنطقة وفي مقدّمتها ضمان هيمنة دائمة للكيان الصهيوني وتوفير "الأمن" له وتوسيع دائرة التطبيع معه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق