في
تونس، تعدّدت "مبادرات الإنقاذ" بدءً بمبادرة اتّحاد الشغل... وصولا إلى
9 أو 10 مبادرات إلى حدّ اليوم (15 ديسمبر 2020) وقد تأتي الأيّام القادمة بمبادرات
أخرى. وحتّى الحكومة الحاليّة ممثلة في رئيسها دعت إلى "حوار اقتصادي
وطني" !!! وكلّ هذه
المبادرات لا همّ لها حسب تقديرها سوى إنقاذ السّفينة.
رئيس الحكومة، ومن خلال دعوته هذه، يدرك
ضمنيّا انّ السفينة التي يقودها تتّجه نحو الغرق، مع انّه يكابر ويرفض ان يصرّح
بذلك، وذلك طبعا من شيم القادة الذين لا يريدون تحمّل المسؤولية.
ما يُفهم أيضا من خلال طبيعة الحوار الذي دعا
إليه، هو إصراره المتكرّر على المسألة الاقتصاديّة، حيث كانت ضمن أولوياته خلال
مشاورات تشكيله للحكومة وضمن اولويات برنامج حكومته... وما دعوته بالأمس إلى هذا
الحوار إلاّ تأكيد ضمنيّ لفشله وفشل حكومته في تحقيق تلك الأولويّة، ولكنّه لا
يجرؤ على الاعتراف بذلك صراحة.
رئيس الحكومة، هذا الربّان يقود السفينة اليوم إلى الغرق المؤكّد ويصرّ على
ذلك معتقدا أنّه الوحيد الذي سينجو بينما سيغرق الباقون أو يفنون.. لكنّ هذه
المعادلة قد تنقلب في لحظة ما فيكون الربّان أوّل الغرقى ونحن على أبواب الذّكرى
العاشرة لانتفاضة 17 ديسمبر !