الأحد، 26 يونيو 2022

مجزرة بشريّة على سياج مليلية المغربية المحتلّة

   قُتل عشرات المهاجرين وسقط مئات آخرون جرحى في سياج مدينة مليلية المغربيّة المحتلّة من قبل إسبانيا، وذلك خلال قمعهم أثناء محاولتهم التسلّل إلى تلك المدينة يوم 24 جوان 2022. وقد تسبّب في حدوث هذه المجزرة البشريّة قوّات القمع للدولة المغربية ضدّ ما يربو عن 2000 شخص من المهاجرين القادمين من أقطار أفريقيّة مختلفة مستعملة آلتها الوحشيّة أثناء عمليّة ملاحقة المهاجرين وصدّهم ومن خلال العنف الذي مارسته ضدّهم عند احتجازهم.

   وقد توفي عدد من المهاجرين في الحين وتوفي كثيرون آخرون في وقت لاحق، نتيجة للإصابات الخطيرة التي لحقت بهم، ممّا جعل عدد القتلى يرتفع إلى 37.

   هذه المجزرة الرّهيبة جعلت الرّجعيّتين المغربيّة والإسبانيّة تتّفقان على وصف المهاجرين بـ مجموعة "منظمة تماما وعنيفة"، وأشاد رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بـ "تعاون" الحكومة المغربية لتجنب "الاعتداء العنيف". وتحدّثت المصادر الرّسمية لهذه الرّجعيات ووسائل إعلامها عن الجرحى في صفوف القوات القمعية التابعة للدولة المغربيّة، وهي تساوي بين عنف المهاجرين من جهة، الذين اعتبرتهم مافيا منظّمة تنظّم غزوا، وبين عنف القوّات البوليسيّة للرجعية المغربية وقمعها الوحشي من الجهة المقابلة. إنّ كلّ ذلك يندرج ضمن حماية العلاقات الاستعماريّة بين الدّولتين من جهة أخرى.

   إنّ المجزرة الرّهيبة التي أقدمت على تنفيذها آلة القمع للدّولة المغربيّة يتنزّل ضمن تنفيذ القوانين الإمبرياليّة التي تخصّ تنظيم الهجرة بين المستعمرات من جهة والمراكز الاستعماريّة من جهة أخرى. وهي قوانين عنصريّة تقوم أساسا على ما يُعرف بـ"أمن الحدود" حيث لا تمتلك الدّول الرّأسماليّة أيّة حلول أخرى غير هذه القوانين التي تمنع هجرة من نهبت ثروتهم واستعبدتهم وفقّرتهم ونشرت بينهم الحروب والفتن. وهذه القوانين محكوم عليها بالفشل ولن تحلّ مشكل هجرة المفقّرين من شعوب المستعمرات خاصّة في أفريقيا. وإنّ القضاء على الهجرة "الممنوعة" لن يتحقّق ما لم يتمّ القضاء على الاستعمار بمختلف أشكاله القديمة والجديدة وما ينتجه من اضطهاد واستغلال وعلاقات استعمارية يحميها الحكّام الرّجعيّون في المستعمرات وأشباهها حفاظا على مصالحهم.  

النيبال: احتجاجات اجتماعية بسبب تردّي الظروف المعيشية‏


   وقعت اشتباكات بين الشرطة والمتظاهرين في كاتماندو، عاصمة نيبال، في 20 جوان 2022، خلال احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود. وتعرض نحو 100 طالب للاعتداء ممّا اضطرّهم إلى الردّ بإلقاء الحجارة على حملة القمع التي شنتها الشرطة ضد المظاهرة.

   وقع هذا الاحتجاج بعد الإعلان عن زيادة جديدة في الأسعار من قبل شركة النفط النيبالية، الشركة الاحتكارية في البلاد. ففي 20 جوان، أعلنت هذه الشّركة أنها ستزيد أسعار المحروقات بنسبة 12٪ و16٪. وفي وقت لاحق، خرج مئات الطلاب إلى شوارع عاصمة البلاد للتنديد بتدهور الظروف المعيشية للشعب. وأحرق الطلاب دمى تمثل رئيس الوزراء، شير بهادور ديوبا، ووزير الصناعة والتجارة والإمدادات، ديليندرا براساد بادو.

   واستخدمت الشرطة الهراوات والغاز المسيل للدموع لتفريق جماهير الطّلبة الغاضبين. ومع ذلك، ردّ المتظاهرون على الهجوم البوليسي برشق الحجارة. ولم يعتقل أي طالب ولحقت أضرار بسيارة شرطة واحدة على الأقل نتيجة للمواجهة.

   وتستورد النيبال حاليا النفط المكرّر بشكل رئيسي من الهند من خلال شركة النفط الهندية (IOC)، وهي شركة احتكارية هندية حكومية تهيمن على سوق استيراد الوقود في النيبال. وما الارتفاع الأخير في أسعار الوقود النفطي إلاّ انعكاس لأزمة الإفراط غير المسبوق في إنتاج رأس المال النسبي للإمبريالية العالمية والأزمة الاقتصادية الحادة للرأسمالية البيروقراطية التي تؤثر على نيبال على وجه الخصوص.

   وبالإضافة إلى هذا الارتفاع في أسعار الوقود، ارتفعت أسعار المواد الغذائية والمشروبات بنسبة 7.13٪، في حين بلغ تضخم المواد والخدمات غير الغذائية 8.45٪. إحدى المشاركات في الاحتجاجات الأخيرة، قالت سانجيتا كادكا، وهي من سكان كاتماندو، قالت بلهجة تهكّم في تصريح لإحدى وسائل الإعلام: "إذا استمر الأمر على هذا النحو، فلن يكون لدينا بديل سوى تقليل عدد الوجبات".

   في النّيبال، حاليا، يوجد حوالي 4.6 مليون شخص يتضورون جوعا، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد أكثر في الأشهر المقبلة مع انخفاض الواردات الغذائية بعد أن قيدت الهند و13 دولة أخرى صادرات الحبوب.

السبت، 25 يونيو 2022

بلجيكا: الطّبقة الكادحة تحتجّ على تردّي اوضاعها الاجتماعيّة

 

   في 20 جوان 2022، خرج حوالي 80 ألف عامل إلى شوارع بروكسل، عاصمة بلجيكا، ضد التدهور المستمر للظروف المعيشية. وندد العمال بارتفاع التضخم في البلاد الذي وصل إلى 8.97٪، وطالبوا بزيادة الأجور ومزيد الاستثمار في قطاعيْ الصحة والتعليم العمومييْن وإنهاء "قانون الأجور"، وهو تشريع يفرض سقفا للأجور في البلاد.

   وشارك في الإضراب عمال من القطاعين العام والخاص، من بينهم حراس أمن وعمال تنظيف المطارات، وسائقو الحافلات، وموظفون حكوميون، وعاملون في مجالي الصحة والتعليم.

وقد ادّى الإضراب العام إلى شلّ عديد الخدمات، حيث تم إغلاق أكثر من 50٪ من خطوط الحافلات في بروكسل ، وتم إلغاء جميع الرحلات الجوية خارج البلاد وتأثرت العديد من خطوط النقل والمواصلات الأخرى.

   وقد تردّت الأوضاع الماديّة للطّبقات الكادحة جرّاء الحرب في أوكرانيا والعقوبات التي اتّخذتها القوى الغربيّة ضدّ روسيا، حيث ارتفعت أسعار الموادّ الطاقيّة بأكثر من 2 يورو للّتر الواحد من الديازال والنفط. وارتفعت نتيجة لذلك نسبة التضخّم إلى حوالي 9 بالمائة وهي النسبة الأعلى منذ 1982. نتيجة لهذا الارتفاع اصبح العمّال مخيّرين بين "الطّعام والوقود" حيث لا تكفي اجورهم لتسديد جميع حاجياتهم الضروريّة، فنفقات الوقود أصبحت تمثّل اكثر من 37.7٪ من أجور العمال

وانعكس ارتفاع الأسعار أيضا في قطاعات أخرى، مثل الأغذية (اللحوم ومنتجات الألبان والنبيذ والقهوة والخضروات والفواكه)، ومواد النظافة (الحفاضات والمنظفات) والملابس. وللتغلب على تدهور الظروف المعيشية، اضطرّ العمال البلجيكيون الذين يعيشون قرب المناطق الحدودية إلى الانتقال إلى بلدان أخرى مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا لشراء سلع معينة بأسعار أرخص.

مقابل هذه الزيادة السّريعة في الأسعار والتي تجني منها الشّركات الرّأسماليّة الكبرى أرباحا طائلة، وعد أصحاب تلك الشركات بزيادات في أجور العمّال لا تتجاوز نسبة 3٪ وهي زيادات عن حصلت لا تكفي لسدّ جزء بسيط من نفقات العمّال المتزايدة.

ولذلك تطالب جماهير الكادحين بإبطال العمل بـ"قانون الأجور الموحد"، المعروف أيضا باسم قانون الأجور والذي صدر في عام 1996. وينص القانون على أن الحد الأقصى للمبلغ الذي يمكن أن تحققه زيادة المرتبات في البلد يحدّده "الشركاء الاجتماعيون" (التسمية المستخدمة للإشارة إلى أرباب العمل والنقابات العمالية). هذا القرار، وفقا للقانون، يجب أن يتم في اجتماع يجب أن يستند إلى قرار تقرير المجلس الاقتصادي الوطني في بلجيكا. في حالة عدم وجود توافق في الآراء في عمليّة "التفاوض"، يتم تحديد حد الزيادة بموجب مرسوم ملكي.

انتفاضة الاكوادور: وقائع من كفاح الفلاّحين والعمّال

الفلاّحون يسيطرون على مدينة بويو

   في مقاطعة إمبابورا، وخاصة في مدينة إيبارا، أدى التحالف بين العمال والفلاحين إلى شل المدينة تماما. وأغلقت محلات التجارة، وصُدّت الشرطة، وشلّت جميع الأنشطة المحلية.

   وأغلقت جبهة الدفاع عن عمال إمبابورا، التي تجمع عدة نقابات بين العمال والعمال الريفيين، المداخل والمخارج الرئيسية للمدينة، مطالبة برحيل غييرمو لاسو وذكرت أنه لا توجد إمكانية للتفاوض مع الرئيس. وأشار العمال أيضا إلى أنه لا يمكن لأي زعيم شعبي أن يتحدث عن "الحوار"، وأن السبيل الوحيد للخروج من الأزمة يأتي مع رحيل لاسو.

 في إيلومان، على الرغم من أن مجموعة من المنظمات الانتهازية قررت عدم الانضمام إلى التعبئة، إلا أن الجماهير أوقفت بشكل مستقل وكفاحي الطريق السريع الذي يربط بين البلدان الأمريكية.

   وفي شيمبورازو، أغلقت لجان الفلاحين الفقراء مرة أخرى الطريق الذي يربط المقاطعة ببالاتانغا. كما استولت الشعوب الأصلية والفلاحون على وسط المدينة بالكامل. بالإضافة إلى ذلك، تسير جماهير كثيرة نحو العاصمة.

الفلاحون يعيقون إنتاج النفط للتصدير

   قام عمّال حقول النّفط والفلاحون بإغلاق حقول النفط المنتشرة في جميع أنحاء البلاد وحتى استولوا على مرافق بتروإكوادور. يوجد حاليا أكثر من 609 بئر نفط مشلولة في منطقة الأمازون.

   كما أشار المدير العام لشركة بترواكوادور إلى أن هناك 124 "حادثا على الطرقات داخل مناطق عملياتها"، مثل قطع الأشجار لإغلاق الطرقات، مما أدى بهم إلى تقديم 20 شكوى تخريبية، دون أي اعتقالات حتى الآن.

   وفي ليمونكوتشا، في الرقعة النفطية 15، في سوكومبيوس، تعرّض الفلاحون الذين يسعون إلى دخول الرقعة للاحتجاج على التنقيب عن النفط في أراضيهم إلى قمع العشرات من القوات المسلحة الرجعية، وتم إرسال حوالي 10 عسكريين أصيبوا بجروح خطيرة إلى المستشفى خلال المواجهات التي شهدتها المنطقة.

   في مدينة سان سيباستيان ديل كوكا، الواقعة في مقاطعة أوريلانا، تم قمع السكان المحليين، الذين نفذوا حصار الجسر في كانيون دي لوس مونوس بوحشية في 19 جوان من قبل الجيش الرجعي حتّى تمرّ شاحنات شركة النفط. وكان الناس يغلقون الجسر لمدة ستة أيام. بدأ الهجوم على العمال في الساعة الثانية فجرا وقاوم الفلاحون والعمال لمدة ساعتين تقريبا ضد عشرات قنابل الغاز المسيل للدموع التي استخدمها الجيش الرجعي. وأضرم السكان المحليون النار في سيارة. في النهاية، عاد الجيش إلى الوراء في مواجهة غضب الجماهير واستمر الحصار على جسر بايامينو.

   وفي قطاع آخر من مقاطعة أوريلانا، في منطقة دايوما، أقام مجتمع واوراني في ياويباري حاجزا على الطريق المؤدي إلى بيندو، وفي تحد لوجود الجيش الرجعي في المنطقة، رفض المجتمع المحلي السماح بتوصيل مولدات الكتلة النفطية 14.

   في 19 جوان، في مقاطعة باستازا، في مدينة فيلانو، حافظ الفلاحون على حصار كتلة النفط 10، التي كانت تحت المراقبة طوال الأسبوع مع الشرطة والجيش.

الفلاحون يستولون على المباني الحكومية في جميع أنحاء البلاد

   استولى المتظاهرون بالكامل على المكتب الحكومي لمقاطعة باستازا في مدينة بويو. وسار أكثر من 300 فلاح إلى الموقع من مختلف المجتمعات الداخلية، وأسقطوا السور الحديدي المحاط بالشرطة التي حالت دون تقدمهم، وفي مواجهة التفوق العددي الكبير على وحدة الأفراد العسكريين الرجعيين، الذين لم يتمكنوا من فعل أي شيء لمنع تقدّم للجماهير، استولى الشعب على مكتب الحكومة ونقل جندي رجعي من القوات المسلحة إلى المستشفى خلال المواجهات.

   وفي مقاطعة ماكاس، مدينة مورونا سانتياغو، كسر أكثر من مائة شخص حصار الشرطة واستولوا أيضا على مكتب الحكومة. وفي مقاطعة غواراندا، مدينة بوليفار، تمكن المتظاهرون من دخول مكتب الحكومة واحتلوه، ووضعوا أعلاما شعبيّة على الشرفة.

التحام جماهير العمّال والطّلبة والفلاحين الفقراء في ساحات النّضال

 

الجمعة، 24 يونيو 2022

‎"‎نحبّو أموال الشّعب ترجع للشّعب"‏

    هذا ما قاله رئيس الدّولة اليوم، الجمعة 24 جوان 2022، خلال تدشين مقرّ مؤسّسة "فداء" في إحدى العقارات المصادرة..

    هذا الكلام والفعل الذي صاحبه جاء بعد أكثر من 10 سنوات من الانقلاب على انتفاضة الشّعب التونسي من قبل لصوص الثّورات

   خلال اعتصام القصبة رفع الشباب الثّائر لافتات تؤكّد على الطّبيعة الشّعبية للانتفاضة على غرار "الثّورة ملك الشّعب التونسي" و"ثورة الشعب تبقى للشعب" لأنّ المنتفضين كانوا متخوّفين من سرقة تضحياتهم والانقلاب عليها وهذا فعلا ما حصل. أمّا اليوم، فإنّ الشعب، وإثر مسار 25 جويلية، في طريقه إلى استرجاع ما اُفتكّ منه من قبل منظومة 14 جانفي والمنظومات التي سبقتها.. حتّى تحقيق النّصر طال الزّمان ام قصر.

الاكوادور: محاولة اقتحام مقرّ البرلمان (فيديو)

حاولت مجموعة من المتظاهرين اقتحام مقرّ الجمعية الوطنية بعد ظهر يوم 23 جوان 2022، في اليوم الحادي عشر من الإضراب الوطني الذي دعا إليه اتحاد القوميات الأصلية في الإكوادور (كوني) ومنظمات اجتماعية أخرى ضد حكومة غييرمو لاسو.

الاكوادور: الجماهير تطوّق العاصمة ثمّ تقتحهما

   على الرغم من حصار الشرطة وحظر التجول الذي فرضته الحكومة الرجعية، وصل الآلاف من الفلاحين والعمال وغيرهم إلى كيتو سيرا على الأقدام أو في شاحنات وسيارات للمشاركة في مظاهرات في العاصمة. منذ بداية الإضراب، شنت الحكومة الرجعية حملة قمع جبانة ضد الجماهير المنتفضة، وحشدت القوات المسلحة الرجعية كلّ طاقاتها لمهاجمة المتظاهرين الذين يقاومون بقدر ما يستطيعون.

    ما كان واضحا، على الرغم من القمع والاعتقالات ضد المتظاهرين، هو أن المتظاهرين تمكنوا من دخول المدينة ويتم استقبالهم بالفعل من قبل جماهير العاصمة على طرقات الوصول الرئيسية ومن قبل المتظاهرين الآخرين الذين كانوا بالفعل في مكان الحادث. وفتح طلاب من جامعات كيتو أبواب الجامعات لاستقبال المحتجين، حيث دارت أيضا معارك ضارية ضد قمع الشرطة.

   في كيتو، في 17 جوان، كان القتال عنيفا وضاريا. وأصيبت وسائل النقل بالشلل في معظم أنحاء المدينة وأدى النضال من أجل كسر الحصار حول قصر الحكومة إلى معارك حقيقية. في وسط المدينة، قاومت الجماهير الجيش الرجعي. كانت هناك أيضا إجراءات تهدف إلى تقويض نوايا الحكومة لتسليم إدارة الأمن الداخلي إلى الولايات المتحدة وخاصة الكيان الصّهيوني. وسط حصار القمع، قام المتظاهرون بإحراق علم الكيان الصهيوني تنديدا بالحالة شبه الاستعمارية التي تسعى حكومة لاسو إلى فرضها على الشعب وتأبيدها.

   وخلال يوم 18 جوان، تجمع عشرات المتظاهرين في أقصى جنوب كيتو. وفي منطقة كوتوغلاغوا، حيث وقع حصارهم، أرسل فريق من القوات المسلحة والشرطة لقمع الناس. ومع ذلك، وبعد دقائق، تجمع المتظاهرون إلى الشمال، حيث وقعت اشتباكات جديدة. وأبلغت وكالة المرور الحضرية عن إغلاق الطرقات بسبب المظاهرات في خمس نقاط أخرى في العاصمة.

   وفي نفس اليوم، أطلقت النار على سيارة اتحاد قوميات السكان الأصليين في إكوادور (كونايي)، حيث كان فيها رئيس المنظمة، بينما كانت متوقفة أمام محطة تلفزيونية. وبالإضافة إلى ذلك، يتم تركيب شاحنات مليئة بالجيش والشرطة حول اجتماع كوناي في كيتو، لتعزيز المتابعة من خلال كاميرات المراقبة، وإدخال عملاء سريين وشن غارات على المتظاهرين خلال الساعات الأولى من الصباح.

   استولت الشرطة الإكوادورية يوم 19 جوان على مقر دار الثقافة الإكوادورية في كيتو، التي تأسست في عام 1944 والتي تضمّ المتاحف والسينما ومكتبة العاصمة لتحويلها إلى مركز للشرطة. وقال رئيس المقر إن آخر مرة استولت فيها الشرطة على مقر دار الثقافة كانت قبل 46 عاما، في ظل النظام العسكري الفاشي. وجاء قرار اللجنة بعد أن تلقى المدعي العام الإكوادوري "شكوى مجهولة المصدر" مفادها أنه يوجد داخل اللجنة مجموعة من الأشخاص، بمن فيهم أجانب، يخزنون مواد حربية مثل المتفجرات والأسلحة المصنوعة يدويا من أجل اقتحام مقرّ رئاسة الجمهورية. غير أنّه لم يتم العثور على أي شيء داخل المنشأة.

   بعد النّجاح في كسر الحصار الأمني والعسكري المضروب على العاصمة، أصبحت المدينة ساحة لمظاهرات ومسيرات عشرات الآلاف من المحتجّين بين فلاّحين وعمّال وطلاّب قدموا من مختلف الجهات والتحقت بهم الجماهير الكادحة في الاحياء الفقيرة للعاصمة. وتقوم الجماهير المنتفضة بقطع الطّرقات امام قوّات البوليس والجيش وتحرق العجلات المطاطية رافعة مطالبها الاجتماعيّة والوطنيّة. وعلى الرّغم من تعبير رئيس الدّولة عن استعداده للتفاوض مع ممثلي المحتجّين وكذلك مبادرة بعض أعضاء البرلمان لفتح حوار معهم، إلاّ أنّ الجماهير المنتفضة ترفض هذه المحاولات مطالبة برفع حالة الطّوارئ والتراجع عن حالة العسكرة قبل الشّروع في أيّ مفاوضات، وقد صعّدت الجماهير في مطالبها واضعة في مقدّمتها رحيل النّظام الحاكم.


 

الاكوادور: الجماهير المنتفضة ترفض تنازلات النظام


   حشد الإضراب الوطني العام الذي انطلق يوم 13 جوان 2022 ما لا يقل عن 16 مقاطعة من أصل 24 مقاطعة في الإكوادور. وفي كوتوباكسي وحدها، مركز المظاهرات في الأسبوع الأول، كان هناك أكثر من 63 تحركا جماهيريا سجلتها وزارة الداخلية. وبالإضافة إلى ذلك، اختطفت الجماهير المتمردة في جميع أنحاء إكوادور أكثر من اثني عشر من أفراد الشرطة والجيش وهاجمت أكثر من 15 مركبة تابعة لقوات الشرطة.

   وفي مواجهة التمرد الشعبي الكبير، قال لاسو (رئيس الدّولة)، المنهك والضعيف، إنه سيزيد المساعدات الاقتصادية للقطاعات الضعيفة، ويدعم سعر اليوريا بنسبة تصل إلى 50٪ للمزارعين الصغار والمتوسطين، وستلغي البنوك العامة جميع القروض المتأخرة التي تصل إلى ثلاثة آلاف دولار، فضلا عن عدم حدوث زيادة في أسعار الوقود، ولا خصخصة الخدمات العامة والقطاعات الاستراتيجية. وهذه الوعود لم تستطع خداع الجماهير وتجنبها مواصلة مسار النّضال الشعبي.

   ويستنكر المحتجون أن إجراءات الحكومة الرجعية وبيع الوطن لا تحل المشاكل الاقتصادية التي تواجهها آلاف العائلات كل يوم. إن وضع اقتصاد الفلاحين المدمر وأجور التّجويع للعمال الذين يتناقصون مع كل أزمة، وكذلك الحقوق المسحوبة مع كل اتفاق مع الإمبريالية، كلّها موضع تساؤل من قبل الجماهير المتمردة في الإكوادور. ويطالب المتظاهرون برحيل الرئيس الرجعي المتطرف، إضافة إلى تحقيق النقاط العشرة من الأجندة الوطنية للمعارك التي أطلقت في بداية التعبئة.



أمّــي لا تبكي من أجلي ! قصيد من داخل الزّنزانة

أمّي لا تبكــي من أجلــي 


عندما جئت لزيارتي،

لم أستطع رؤية وجهك

من خلال نافذة الألياف الزجاجية.

إذا نظرت إلى جسدي المشلول،

يمكنك، في الواقع، أن تصدّقي أنني مازلت على قيد الحياة.

 

أمي، لا تبكي على غيابي عن المنزل !

 

عندما كنت في المنزل

وفي العالم،

كان لديّ الكثير من الأصدقاء.

وعندما سجنت في الحبس الانفرادي

في هذا السجن،

اكتسبت عددا أكثر من الأصدقاء

في جميع أنحاء العالم.

 

أمي، لا تيأسي من صحتي الضعيفة.

 

عندما لم تستطيعي إعطائي كوبا من الحليب

في طفولتي،

تغذّيتُ من كلماتك

بالقوة والشجاعة.

في أوقات الألم والمعاناة هذه،

لا زالت تحرسني معها

تلك التي أطعمتنيها.

 

أمي، لا تفقدي آمالك.

 

أدركت أن السجن ليس موتا،

إنها ولادتي من جديد،

وقريبا سأعود إلى المنزل

إلى حضنك، الذي غذّاني

بالأمل والشّجاعة.

 

أمي، لا تكوني آسفة على حريتي.

 

قولي للعالم،

أن الحرية التي فقدتها

هي الحرية التي اكتسبتها الحشود

لأن كل من يشاركونني

يتبنّون هم أنفسهم قضية معذّبي الأرض

حيث تكمن حريتي اليوم.

 ج. ن. سايبابا، 2017

من مجموعة قصائد بعنوان "لماذا انت خائف من طريقي ؟" التي ألّفها في السّجن.


الاكوادور: سقوط شهيديْن منذ اندلاع الانتفاضة


   قُتل شابان منذ اندلاع الانتفاضة الشّعبيّة في كولومبيا في 13 جوان 2022. وكان آخر الضحايا قد سقط يوم 22 جوان، وهو غيدو غواتاتوكا، وهو شاب من كيشوا، في مدينة بويو، توفي جراء إطلاق قنبلة غاز مسيل للدموع على وجهه، وقد ظلّت عالقة به.

   وقد حاولت قوّات الشرطة نفي مسؤوليتها عن جريمة القتل، فصرّحت بانّ الشاب غيدو لقي مصرعه بسبب "التلاعب بالمتفجرات". لكنّ مقاطع الفيديو الخاصة بمقتله والتي انتشرت على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تظهر بوضوح أنها كانت قنبلة غاز مسيل للدموع. 

   غيدو هو فلاّح شاب من قرية كوراراي، على حدود الإكوادور مع بيرو. وقد أثار استشهاده تمرّد الفلاحين في بويو، فاستولوا على مركز للشرطة ودمّروا وكالة تابعة لبنك غواياكيل واستولوا على مكتب الحكومة في المدينة وأحرقوا العديد من سيارات الشرطة.

   قبل ذلك بيومين، توفي جوني ساؤول فيليكس موينالا، البالغ من العمر 22 عاما، والذي كان في مسيرة إلى العاصمة كيتو من مجتمع كايابيمبي في مقاطعة بيتشينشا، بعد سقوطه في واد خلال الحملة الوحشيّة التي نفّذتها الشرطة ضدّ المتظاهرين الذين وصلوا إلى غوايلابامبا، بالقرب من كيتو.

  فقد سقط الشاب جوني على ارتفاع يقرب من 100 متر، وسط إطلاق الشرطة الإكوادورية قنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة، يوم 20 جوان. وقال أقاربه الذين ساروا بالقرب من كيتو أنهم سمعوا لساعات الشاب يطلب المساعدة، غير أنّ القمع البوليسي الوحشي وظلام الليل لم يسمحا لهم بالوصول إلى المكان الذي كان فيه الشاب.

   وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين بجروح جراء حملة القمع. واحد بالغاز المسيل للدموع واثنان بالرصاص المطاطي. وألقي القبض على نحو سبعة أشخاص.